** مقياس النيل بجزيرة الروضة **
ويقع في الطرف الجنوبي لجزيرة الروضة بمدينة القاهرة وكان يستخدم لقياس فيضان النيل وعلي أساسه يتم تحديد قيمة الضرائب في العام الزراعي الذى سيلي الفيضان وقد عرف المصريون منذ أقدم العصور تشييد مقاييس المياه علي النيل على طول مساره من أقصى الجنوب ببلاد النوبة وحتي المصب عند دمياط ورشيد لكي يتعرفوا على إرتفاع المياه بنهر النيل نظرا للعلاقة الوثيقة بين كمية وحجم المياه بالنيل ونظام رى الأراضي الزراعية وتحصيل الضرائب والخراج ولما تم الفتح الإسلامي لمصر أعتمد والي مصر آنذاك الصحابي الجليل عمرو بن العاص علي نفس الطريقة في تقدير الضرائب والخراج وشيد مقياسا لمياه النيل لهذا الغرض في المكان الحالي وتم إعادة البناء عدة مرات آخرها ماتم بأمر من الخليفة العباسي المتوكل عام 247 هجرية الموافق عام 861م وهو البناء الحالي .
وبعد ذلك تمت به عدة عمليات تجديد وترميم اولها ماقام به أحمد بن طولون عام 259 هجرية وتلاها عمليات أخرى أيام الخليفة الفاطمي المستنصر عام 485 هجرية ومن بعده أيام دولة المماليك علي يد السلطان الظاهر بيبرس خلال القرن السابع الهجرى ثم أيام السلطان الأشرف قايتباى في أواخر القرن التاسع الهجرى وبعد ذلك حظي المقياس أيضا باهتمام سلاطين الدولة العثمانية السلطان سليم الاول في أوائل القرن العاشر الهجرى والسلطان سليمان القانوني من بعده وأخيرا السلطان سليم الثاني في أواخر القرن العاشر الهجرى ومن بعدهم نال أيضا المقياس إهتمام الحملة الفرنسية في أوائل القرن الثالث عشر الهجرى الموافق أوائل القرن التاسع عشر الميلادى وأخيرا كان مانم من إصلاحات في عهد الخديوى توفيق عام 1887م ومن بعده الملك فؤاد عام 1925م
ويتكون هذا المقياس الأثرى مما يلي :-
1- عمود رخامي مثمن القطاع ومدرج يعلوه تاج روماني يبلغ طوله 19 ذراع ومحفور عليه علامات القياس
2- هذا العمود يتوسط بئر مربع مشيد بأحجار مهذبة روعي ان يزيد سمكها مع عمق البئر ولذلك فقد تم بناؤه علي 3 طبقات أكثرها سمكا الطبقة السفلية وأقلها سمكا الطبقة العلوية
3- يجرى حول جدران البئر من الداخل سلم حجرى يصل إلي قاع البئر
4- يتصل البئر بالنيل عن طريق 3 انفاق يدخلها ماء نهر النيل ليصل البئر من خلال 3 فتحات تقع في الجانب الشرقي حتي يظل الماء ساكنا فيه حيث أن حركة مياه نهر النيل تكون من الجنوب إلى الشمال
5- يعلو هذه الفتحات عقود مدببة ترتكز على أعمدة ذات قواعد وتيجان ناقوسية
وبحسب إرتفاع الماء بالبئر والذى يتم قياسه من التدريج الموجود علي العمود الرخامي يتم تقدير مستوى الفيضان فلو كان الارتفاع أعلي من 16 ذراع كان هذا دليلا على أن الفيضان سيكفي لرى الأراضي الزراعية وبالتالي ستكون قيمة الخراج كبيرة ولو كان الارتفاع أقل من 16 ذراعا كان هذا دليلا على قدوم موسم جفاف وعليه يجب علي الدولة عمل الاحتياطات اللازمة حتي لاتحدث أزمات في المحاصيل الزراعية .